إسطنبول تتحوّل إلى قبلة الطّلاب الأجانب لتعلُّم اللّغة العربيّة طلاب إندونيسيا يقصدون اسطنبول لتعلّم اللّغة العربيّة.

أفاد المستشار الإعلامي لأكاديمية إسطنبول الدّكتور كمال بن جعفر أنّ مدينة إسطنبول التّركية قد تحوّلت مؤخرا إلى قبلة عالمية لتعلم اللغة العربية. حيث أصبحت فضاءً رحبًا لاستقطاب الراغبين في تعلم اللغة العربية من كل جنسيات العالم ومن مختلف فئات المجتمع، إذ تعدّدت أغراض التّعلم والمكان واحد، لاسيما بعد الظّروف الصّعبة والأحداث السّياسية التي تمر ّبها البلاد العربيّة، والعينة من إندونيسيا حيث اختار الطّلاب الاندونيسيون أكاديمية اسطنبول لتعلّم اللّغة العربيّة –أكبر مركز لتعليم اللّغة العربيّة في اسطنبول-  وذلك في إطار عقد شراكة بين جمعية مرمرة الدّولية للطّلاب ومؤسسة أكاديمية اسطنبول.  

البرنامجُ التّعليمي في إطار هذه الشراكة بين المؤسستين بدأ منذ مطلع العام الجاري وينتهي مع منتصف شهر أيار القادم ، ويُنَظَّم على شكل مخيّم لتعلّم اللغة العربية بمختلف مهاراتها من محادثة واستماع وقراءة وكتابة. وذلك وفق "سلسلة مفتاح العربيّة" لتعليم اللغة العربية وهذه الأخيرة هي آخر ما اعتمدته أكاديمية إسطنبول كمنهاج رسمي لتعليم اللغة العربية، وهذه السّلسلة – سلسلة مفتاح العربيّة – مرفوقة بصور ونصوص وتدريبات متنوعة، ومزدوة بمادة تعليمية سمعية  يتم عرضها بالوسائل التعليمية التكنولوجية الحديثة.

كما تقدم هذه السلسة للطلاب الأجانب مختلف المواد الثقافية الخاصة بالبلاد العربية من عادات وتقاليد وألبسة وأطعمة ومناطق سياحية... بالإضافة إلى قضايا ومواضيع عالمية ومعاصرة تصبُّ في قلب اهتمامات الطلاب الراغبين في تعلم هذه اللغة العالمية، حيث ترسل الأكاديمية فريقا متخصّصا من أساتذة اللغة العربية العرب لتلقين اللغة العربية للطلاب ضمن برنامج مغلق ومكثّف، وتجدر الإشارة إلى أنه تم تعليم وتخريج المجموعة الأولى، وحاليا يجري تعليم الدفعة الثانية من الطلاب الإندونيسيين، وإلى جانب الدروس المقدّمة لهم تُنَظّم أنشطة لا صفية هدفها الأساس ممارسة اللغة العربية في مواقف حياتية مختلفة. وذلك عبر مجموعة من الفعاليات والنشاطات الثقافية والرياضية كالمسرح والسباحة والخرجات الميدانية والنزهات. لاسيما وأنّ مكان إقامة وتعليم الطلاب يتم في منطقة " الجلالية" في إسطنبول حيث اجتمعت كل مناظر الطبيعة هناك إلى جانب الراحة والهدوء والسكينة، وهذا الجوّ من شأنه تشجيع الطلاب ومساعدتهم على التعلم والسياحة في وقت واحد في إطار ما يُعرف بالسياحة العلميّة، وجدير بالذكر أيضا أن هؤلاء الطلاب الذين قدموا من إندونيسيا والبالغ عددهم 55 طالبا " 30 إناث و25 ذكور" . يتعلمون اللغة العربية ويحفظون القرآن الكريم بالإضافة إلى تعلمهم للغة التركية.

وحسب تصريح الأستاذ الإندونيسي "محمد حسين" وكيل معهد نور الفكر  في إسطنبول، فإن هذه الدورات التعليمية تدخل في إطار مشاريعنا المبرمجة منذ أربعة أشهر مع أكاديمية اسطنبول لتعليم اللغات، وأضاف أيضا أن هذا البرنامج التعليمي هو أول تجربة في التعامل مع مؤسسة تعليمية تركية تُعنى بقضايا تعليم اللغة العربية،  وهذه الشراكة سنفعّلها على المديين القريب والبعيد، فبعد أن كانت وجهتنا إلى المملكة الأردنيّة الهاشميّة في تعلم مهارات اللغة العربية أصبحت قبلتنا الجديدة اسطنبول التركية بسبب التواجد الكبير للأساتذة العرب في اسطنبول وكذا نوعية الخدمات التعليمية المقدمة لنا، كما أنّ البيئة في إسطنبول أصبحت تقريبا بيئة عربية في أفرادها وملامحها بسبب التواجد الكبير للجاليات العربية في هذه المحافظة التي كانت ومازالت رمزا للحضارة والثقافة والتاريخ.
الدّكتور كمال بن جعفر /     المستشار الإعلامي لأكاديمية إسطنبول لتعليم اللغات.
إسطنبول في 16/04/2019